بريطانيا في الظلام: كيف أثّر انقطاع الكهرباء الأوروبي على المملكة المتحدة رغم البريكست؟

شهدت بريطانيا في 27 أبريل 2025 انقطاعًا كهربائيًا واسع النطاق، رغم عدم ارتباطها رسميًا بالشبكة الكهربائية الأوروبية منذ البريكست. هذا الحدث أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والاقتصادية حول هشاشة البنية التحتية للطاقة في المملكة المتحدة، وكشف عن اعتماد غير مباشر على أوروبا في استقرار إمدادات الكهرباء.

في هذا التقرير، نرصد تأثير انقطاع الكهرباء على القطاعات الحيوية، ونحلل كيف تفاعلت الحكومة، وما إذا كانت تداعيات الانفصال عن شبكة الاتحاد الأوروبي قد عمّقت الأزمة.

🔌 شبكة الكهرباء في بريطانيا: مستقلة… ولكن ليست معزولة

منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قامت بفصل نفسها من عدد من آليات التكامل الأوروبية، من ضمنها شبكة الكهرباء الأوروبية المشتركة (ENTSO-E). ومع ذلك، لا تزال بريطانيا:

  • 🔁 مرتبطة عبر خطوط “interconnectors” مع فرنسا، هولندا، وأيرلندا.
  • ⚡ تعتمد على استيراد ما بين 8 إلى 12% من احتياجها من الطاقة في فترات الذروة.

لذلك، رغم استقلالها الرسمي، فإن تعطل جزء من الشبكة الأوروبية أثّر على تدفق الإمدادات، وأدى إلى خلل في التوازن بين العرض والطلب، ما تسبّب بحدوث انقطاع جزئي في مناطق متفرقة من المملكة المتحدة.

بريطانيا في الظلام

🏥 قطاع الصحة: المستشفيات في اختبار صعب

تضررت العديد من المستشفيات، لا سيما في إنجلترا وويلز، بسبب انقطاع الكهرباء، رغم وجود أنظمة احتياطية. وأبرز ما رُصد:

  • ⛔ تأجيل أكثر من 300 عملية جراحية غير طارئة.
  • 💊 صعوبات في حفظ الأدوية التي تتطلب تبريدًا دقيقًا.
  • 🚑 توقف مؤقت في خدمات الإسعاف في بعض المناطق الريفية.

وقد أعلنت هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS أنها ستجري مراجعة شاملة لبروتوكولات الطوارئ، مع التركيز على تحديث المولدات الاحتياطية في المراكز الطبية الكبرى.

✈️ المطارات: فوضى وتأخيرات في الرحلات

تأثرت حركة الملاحة الجوية في بريطانيا بانقطاع الطاقة، خاصة في:

  • 🛫 مطار هيثرو: توقفت أنظمة تفتيش الأمتعة والأمان لحوالي ساعة.
  • 🛬 مطار مانشستر: تم تحويل 5 رحلات إلى مطارات بديلة.

وفي تصريح رسمي، أوضح مجلس الطيران المدني أن غياب مصدر احتياطي مركزي للكهرباء في بعض المطارات الكبرى كان من أسباب تأثر الحركة الجوية.

🏠 التأثير على حياة المواطنين

امتد الانقطاع الكهربائي إلى أحياء واسعة في لندن، ليفربول، وبرمنغهام، ما أدى إلى:

  • 🌃 ظلام دامس في الطرقات السكنية مساء السبت.
  • 📵 انقطاع الإنترنت والهواتف الأرضية في أكثر من 700,000 منزل.
  • 🥶 تعطل أجهزة التدفئة في بعض المنازل وسط طقس بارد غير متوقع.

وعلى منصات التواصل، عبّر آلاف المواطنين عن استيائهم من ضعف التواصل الرسمي خلال الأزمة، حيث لم تصدر تحذيرات واضحة أو تحديثات فورية من الحكومة.

🗳️ الجدل السياسي: هل فشل استقلال الطاقة؟

أشعلت الأزمة نقاشًا سياسيًا حادًا في وستمنستر:

  • 🔵 المحافظون دافعوا عن السياسات الحالية، مشيرين إلى أن «الأزمة عالمية».
  • 🔴 حزب العمال طالب بتحقيق برلماني عاجل في جاهزية البنية التحتية للطوارئ.
  • 🟢 دعا حزب الخضر إلى تسريع التحول الكامل إلى الطاقة المتجددة المحلية.

وانتقدت المعارضة قرار الحكومة بعدم الاستثمار الكافي في مشاريع تخزين الطاقة والبطاريات الصناعية التي كان من الممكن أن تحد من تأثير الانقطاع.

📉 الخسائر الاقتصادية: تقديرات أولية مقلقة

حسب معهد الدراسات المالية البريطاني، فإن الأضرار الأولية تشمل:

  • 💷 خسائر يومية تُقدّر بـ 850 مليون جنيه إسترليني.
  • 🏢 توقف الأعمال في 40% من مكاتب لندن ليوم كامل.
  • 🛒 خسائر في قطاع البيع بالتجزئة بسبب تعطل أنظمة الدفع الإلكترونية.

وقد لوح اتحاد الصناعات البريطاني CBI بإمكانية التقدم بطلب تعويضات حكومية للشركات الصغيرة التي تضررت بفعل الانقطاع.

💡 إصلاحات مرتقبة: خطة الطوارئ الجديدة

أعلنت وزارة الطاقة والأعمال أنها بصدد:

  1. 🔧 إطلاق مراجعة عامة لبنية الشبكة الوطنية National Grid.
  2. ⚙️ تسريع مشروع Battery Island لتخزين الكهرباء على نطاق ضخم.
  3. 📡 إنشاء مركز معلومات طوارئ يقدم تنبيهات فورية للمواطنين.

وأكدت الحكومة أن هذه الخطوات سيتم تنفيذها خلال الأشهر الستة القادمة، لتفادي أي أزمة مشابهة مستقبلاً.

🔚 خلاصة: الانفصال لا يعني الحصانة

أثبت انقطاع الكهرباء الأخير أن البريكست لم يُحصّن بريطانيا من تداعيات الأزمات الأوروبية، بل كشف عن ثغرات كبيرة في البنية التحتية وغياب التنسيق الكافي مع القارة.

في المقال القادم، ننتقل إلى فرنسا، حيث تسببت الأزمة في شلل مؤقت في وسائل النقل العامة، ومشادات سياسية في البرلمان حول خصخصة قطاع الطاقة.


📍 تابع سلسلة تغطيتنا الخاصة بانقطاع الكهرباء في أوروبا، وتعرّف على كيف واجهت كل دولة هذه الأزمة، وما الذي يمكن أن يتغير بعدها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى