رسوم ترامب الجمركية تهدد الاقتصاد الفرنسي: الصناعة الفاخرة والطيران في دائرة الخطر
في ظل التصعيد المتوقع في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا، تعود رسوم ترامب الجمركية المحتملة لتثير القلق مجددًا في أروقة باريس. ومع اعتماد فرنسا على تصدير المنتجات الفاخرة، الزراعة الراقية، والطيران المدني، فإن أي تحرك عدائي من قبل واشنطن في ملف التجارة الدولية قد يوجه ضربة قوية للاقتصاد الفرنسي.
في هذا المقال، نستعرض التأثيرات المحتملة لهذه الرسوم على فرنسا، والقطاعات الأكثر تعرضًا، وردود الفعل السياسية والاقتصادية المحتملة في باريس.
🇺🇸🇫🇷 التجارة بين فرنسا والولايات المتحدة بالأرقام
تشكل الولايات المتحدة ثالث أكبر شريك تجاري لفرنسا، حيث بلغت قيمة الصادرات الفرنسية إلى السوق الأميركية في 2024 نحو 42 مليار يورو، وفقًا لبيانات وزارة الاقتصاد الفرنسية. وتشمل هذه الصادرات:
- 🛩️ الطائرات المدنية وقطع الغيار (شركة إيرباص)
- 🧴 العطور ومستحضرات التجميل
- 🍷 النبيذ والجبن الفرنسي الفاخر
- 👗 الأزياء والمنتجات الجلدية (شانيل، لوي فيتون، ديور)
ويُعد سوق الولايات المتحدة حيويًا خصوصًا لقطاعي الطيران والصناعات الفاخرة، واللذين يوفران مئات الآلاف من فرص العمل في فرنسا.
👗 الصناعات الفاخرة على المحك
في حال فرضت إدارة ترامب رسومًا جمركية جديدة على المنتجات الفاخرة الأوروبية، فإن شركات مثل LVMH وKering وHermès قد تشهد:
- 📉 انخفاضًا في المبيعات بنسبة تصل إلى 20% في السوق الأميركية
- 📦 صعوبات في تمرير التكاليف الإضافية إلى المستهلكين
- 📉 تراجعًا في أسهمها في بورصة باريس
- 🛑 تقليص الاستثمارات أو خطط التوسع في مصانع فرنسية محلية
وبحسب غرفة التجارة الفرنسية-الأمريكية، فإن “المستهلك الأميركي يقدّر الجودة الفرنسية، لكنه حساس للسعر”، مما يجعل الرسوم الإضافية عائقًا نفسيًا واقتصاديًا في آن واحد.
🛩️ إيرباص في مرمى الصراع التجاري
تاريخيًا، كانت إيرباص ضحية دائمة في النزاعات التجارية بين واشنطن وبروكسل. وفي حال عودة ترامب إلى السلطة، فقد تعود الرسوم الجمركية الانتقامية على طائرات إيرباص، مما قد يؤدي إلى:
- ❌ فقدان عقود كبرى في الولايات المتحدة
- 🚫 تأجيل أو إلغاء صفقات مع شركات طيران أميركية
- 🧾 زيادة تكلفة الإنتاج نتيجة تعقيد سلاسل التوريد عبر الأطلسي
وقد تتأثر كذلك الشركات المتحالفة مع إيرباص في فرنسا، مثل Safran وThales، اللتين توفران مكونات إلكترونية ومحركات للطائرات.
🍷 النبيذ والجبن: رموز ثقافية واقتصادية مهددة
يمثل النبيذ الفرنسي أكثر من 60% من صادرات النبيذ الأوروبية إلى الولايات المتحدة، وتتصدر مناطق مثل بوردو وبورغوني وشامبانيا القائمة.
في حال فرض رسوم جمركية بنسبة 25% أو أكثر، سيتأثر هذا القطاع بشكل مباشر، ويواجه:
- 📉 انخفاضًا في حجم الصادرات بنسبة 35%
- 🥀 كسادًا في المزارع الصغيرة والمتوسطة
- 📦 ارتفاعًا في المخزون المحلي وتدهورًا في الأسعار
وما ينطبق على النبيذ ينطبق أيضًا على الجبن الفرنسي بأنواعه الفاخرة (بري، كاممبر، روكفور)، وهي منتجات محمية بعلامات جغرافية وموجهة بالأساس للسوق الأميركية الراقية.
🏛️ الرد الرسمي الفرنسي: موقف موحد مع أوروبا
في تصريحات لوزير الاقتصاد برونو لومير، وصف رسوم ترامب الجمركية المحتملة بأنها “ابتزاز تجاري” و”ضربة للشراكة عبر الأطلسي”. وأكد أن فرنسا “لن تتردد في الرد ضمن إطار موحد مع الاتحاد الأوروبي، وستدرس فرض رسوم مضادة على منتجات أميركية.”
كما دعا البرلمان الفرنسي إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة التأثيرات المحتملة على الاقتصاد الوطني، وسبل حماية القطاعات الحساسة من تداعيات القرار الأميركي.
📉 المخاطر الاقتصادية في الأفق
وفقًا لتقرير صادر عن بنك فرنسا، فإن سيناريو تصاعد الحرب التجارية قد يؤدي إلى:
- 📉 تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة -0.7%
- 📈 ارتفاع معدلات البطالة في قطاعي التصنيع والخدمات التصديرية
- 💸 تراجع اليورو أمام الدولار، مما قد يساهم جزئيًا في تخفيف الصدمة
وحذر الخبراء من أن فرنسا معرضة أكثر من غيرها لأن الكثير من صادراتها لا ترتكز فقط على السعر، بل على صورة العلامة التجارية، وهي صورة قد تتشوه في خضم الحروب التجارية.
🔚 الختام: هل يصمد الاقتصاد الفرنسي أمام العاصفة؟
بين العطور والنبيذ والطائرات، تتكثف المخاطر على الاقتصاد الفرنسي في حال عادت رسوم ترامب الجمركية. وإذا لم يتم التنسيق الأوروبي السريع والدفاع المشترك عن المصالح التجارية، فإن فرنسا قد تكون من أكثر الدول المتضررة.
📍 تابعونا في المقال القادم لتحليل تداعيات الرسوم الجمركية على إيطاليا، وخصوصًا صادرات الأزياء والمعكرونة والسيارات الرياضية.
