إيطاليا في العتمة: انقطاع الكهرباء يعمق أزمات البنية التحتية ويثير الغضب الشعبي

إيطاليا في العتمة

في واحدة من أشد الأزمات التي واجهتها إيطاليا في العقد الأخير، انضمت البلاد إلى قائمة الدول الأوروبية المتضررة من انقطاع الكهرباء المفاجئ الذي اجتاح القارة في أواخر أبريل 2025. وبينما كانت المدن الكبرى مثل ميلانو، روما، ونابولي تحاول التكيف مع الظلام، تصاعدت الانتقادات ضد الحكومة، وانكشفت هشاشة البنية التحتية للطاقة.

تسعى هذه التغطية لتقديم تحليل شامل لأثر انقطاع الكهرباء في إيطاليا، بدءًا من حياة المواطن العادي، مرورًا بالمستشفيات والمطارات، وصولًا إلى تداعيات الأزمة على الحكومة والاقتصاد الوطني.

⚠️ بداية الانقطاع: متى وأين ولماذا؟

بدأت أولى مؤشرات الأزمة في صباح الأحد 28 أبريل، حين سجلت شركة Terna، المشغّلة الوطنية لشبكة الكهرباء، تراجعًا غير طبيعي في الضغط الكهربائي في شمال البلاد. خلال ساعات، اتسعت الدائرة لتشمل:

  • 🔌 انقطاعًا تامًا في الكهرباء عن أكثر من 6 ملايين شخص في لومبارديا وتوسكانا.
  • 🌐 شلل في خدمات الإنترنت والهاتف المحمول في المناطق الجنوبية.
  • 🏢 تعطل المصاعد والأنظمة الذكية في مئات المباني السكنية في روما وميلانو.

ورغم أن الحكومة أرجعت السبب إلى “خلل في التنسيق الأوروبي”، إلا أن مراقبين أشاروا إلى ضعف الاستعداد الداخلي وغياب خطط الطوارئ الفعالة.

إيطاليا في العتمة

🏥 المستشفيات والمرافق الحيوية تحت ضغط

أظهرت الأزمة ضعفًا كبيرًا في قدرة القطاع الصحي على الصمود:

  • 🏥 اضطر أكثر من 35 مستشفى رئيسيًا إلى تشغيل المولدات الاحتياطية، والتي لم تعمل بكفاءة في بعض المناطق مثل كالابريا.
  • 💉 توقفت العمليات الجراحية المجدولة في مستشفيات ميلانو وتورينو.
  • 🛑 تعرضت بعض مراكز نقل الدم لتعطل كامل في أنظمة التبريد، مما أدى إلى تلف عدد من الوحدات.

وفي تصريحات لوسائل الإعلام، أقر وزير الصحة الإيطالي بأن “الإجراءات الحالية غير كافية في حالات الطوارئ واسعة النطاق”.

✈️ المطارات والقطارات: فوضى بلا سابق إنذار

انقطاع الكهرباء أدى إلى فوضى كبيرة في قطاع النقل:

  • ✈️ توقف حركة الطيران مؤقتًا في مطارات روما (فيوميتشينو) وميلانو (مالبينسا) بسبب تعطل أنظمة التحكم الأرضي.
  • 🚆 إلغاء أكثر من 70 رحلة قطار بين المدن، خاصة في خط ميلانو–نابولي الحيوي.
  • 🚉 ازدحام شديد في محطات المترو والقطار، مع انعدام التكييف والإضاءة.

أدى ذلك إلى موجة من الغضب بين المسافرين، خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع في حركة السفر الداخلية والسياحة.

🗣️ غضب الشارع ومطالبات بمحاسبة حكومية

سرعان ما تحولت الأزمة إلى غضب شعبي واسع:

  • 🪧 تظاهر المئات في ساحات المدن الكبرى مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن ضعف الاستعداد.
  • 📢 أحزاب المعارضة، وعلى رأسها حزب “إخوان إيطاليا”، اتهمت الحكومة بالتقصير في صيانة الشبكات وتحديث البنية التحتية.
  • 📺 الإعلام المحلي بثّ تقارير حية من الشوارع، أظهرت معاناة المواطنين، خصوصًا كبار السن والمرضى.

وردًا على الضغوط، أعلنت الحكومة تشكيل لجنة طارئة من وزارات الطاقة والداخلية والصحة لتقييم الأضرار ووضع خطة للرد السريع.

💸 الأثر الاقتصادي: خسائر مباشرة وغير مباشرة

الانقطاع لم يكن فقط أزمة خدمات بل تسبب بخسائر اقتصادية فادحة:

  • 🏭 توقف مؤقت في الإنتاج في أكثر من 1,000 مصنع ومؤسسة صناعية شمال البلاد.
  • 🛒 خسائر كبيرة في المواد الغذائية المخزنة، خاصة في المتاجر الكبرى بسبب تعطل التبريد.
  • 📉 تراجع مؤشر بورصة ميلانو بنسبة 2.1% خلال يوم التداول التالي للانقطاع.

وقد صرّح خبراء الاقتصاد بأن “الخسائر المباشرة قد تتجاوز 2 مليار يورو إذا استمرت الانقطاعات خلال الأسبوع”.

🔍 أين الخلل؟ قراءة في البنية التحتية الطاقية الإيطالية

تمتلك إيطاليا شبكة طاقة تعتمد على مزيج من:

  • ⚡ الطاقة المتجددة (الشمس والرياح) بنسبة 36%.
  • 🛢️ الغاز الطبيعي بنسبة 45% (جزء كبير منه مستورد).
  • 💡 استيراد مباشر من فرنسا وسويسرا وألمانيا.

وتشير التقارير إلى أن غياب التخزين الكافي للطاقة وصغر قدرة الاستجابة الفورية للأعطال كانا سببين رئيسيين في تفاقم الأزمة. علاوة على ذلك، لم يتم تحديث نظام إدارة الشبكة منذ أكثر من 8 سنوات.

📅 ما بعد الانقطاع: تحركات واستعدادات

في أعقاب الأزمة، أعلنت الحكومة الإيطالية عن خطة طوارئ تتضمن:

  1. 📈 توسيع شبكات الطاقة الشمسية في الجنوب.
  2. 🔋 استثمارات بقيمة 3 مليارات يورو لإنشاء مخازن طاقة احتياطية.
  3. 📲 تطوير تطبيق وطني للطوارئ لتحذير المواطنين من الأعطال القادمة.

وقد رحب الاتحاد الأوروبي بالخطة، مطالبًا بأن تكون جزءًا من إصلاح أوسع على مستوى القارة لتقوية الشبكة الموحدة.

🔚 الخلاصة: اختبار صعب لإيطاليا وسط التحديات الأوروبية

بينما كانت إيطاليا تحاول النهوض من تبعات التضخم والضغوط الاجتماعية، جاءت أزمة الكهرباء لتختبر جاهزيتها كدولة أوروبية كبرى. الانقطاع كان بمثابة “مرآة كاشفة” لمدى هشاشة البنية التحتية ومحدودية خطط الطوارئ.

في التغطية القادمة، ننتقل إلى إسبانيا، حيث شكّلت الطاقة المتجددة نقطة قوة، لكنها لم تحمِ البلاد من الارتباك والتعطيل. سنتناول كيف تعاملت الحكومة الإسبانية مع الأزمة، وما هي الفوارق بينها وبين دول مثل فرنسا وألمانيا.


📍 تابع تغطيتنا المستمرة لأزمة الكهرباء الأوروبية، مقالًا بمقال، دولة بدولة، لرؤية متكاملة لأكبر اختبار طاقة في أوروبا منذ عقود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى