رسوم ترامب الجمركية وتأثيرها على إسبانيا: الزراعة في مرمى النار
مع عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى واجهة المشهد السياسي واحتمال فوزه في الانتخابات المقبلة، عاد الحديث مجددًا عن سياسات الحمائية الاقتصادية، وعلى رأسها رسوم ترامب الجمركية. وفي هذا السياق، تبرز إسبانيا كواحدة من الدول الأوروبية المعرضة لخطر اقتصادي كبير، خاصة بسبب اعتمادها الكبير على تصدير المنتجات الزراعية والغذائية إلى الولايات المتحدة.
هذا المقال يتناول بالتفصيل أثر الرسوم الأميركية المحتملة على الاقتصاد الإسباني، ويُركز على القطاعات الزراعية والتصديرية، والاستجابة المتوقعة من مدريد وبروكسل، وأثر ذلك على العلاقات التجارية بين البلدين.
🥑 صادرات إسبانيا إلى الولايات المتحدة: الزراعة في الواجهة
بلغت قيمة الصادرات الإسبانية إلى الولايات المتحدة في عام 2024 حوالي 21 مليار يورو، وشملت:
- 🥗 زيت الزيتون
- 🍊 الحمضيات والفواكه الطازجة
- 🍷 النبيذ الإسباني
- 🧀 الجبن والمنتجات الغذائية
- 🚗 قطع غيار السيارات والمكونات الصناعية
إلا أن المنتجات الزراعية والغذائية تمثّل العمود الفقري للتبادل التجاري، ما يجعلها هدفًا مباشرًا لأي رسوم جمركية جديدة.
🛑 زيت الزيتون الإسباني: في قلب الأزمة
تُعد إسبانيا أكبر مُصدّر لزيت الزيتون في العالم، والولايات المتحدة واحدة من أهم أسواقه الخارجية. في عام 2024، صدرت إسبانيا ما يفوق 450 مليون يورو من زيت الزيتون إلى السوق الأميركية.
في حال فُرضت رسوم جمركية بنسبة 25–35% على هذا المنتج:
- 📉 سينخفض الطلب الأميركي على الزيت الإسباني بشكل حاد
- 🏭 قد تُجبر المعاصر على تقليص الإنتاج أو الإغلاق المؤقت
- 🌱 سيتأثر مئات الآلاف من المزارعين في الأندلس، كاستيا، وإكستريمادورا
🍊 الحمضيات والفواكه: خسائر محتملة في قطاع حساس
إسبانيا تُصدر كميات ضخمة من البرتقال واليوسفي والفواكه إلى الولايات المتحدة، خاصة خلال الشتاء والربيع حين يقل الإنتاج المحلي الأميركي.
أي رسوم جديدة تعني:
- 🍊 انخفاض صادرات الحمضيات بنسبة 30%
- 🚛 تراكم الفائض في الأسواق المحلية الأوروبية، ما يؤدي إلى انهيار الأسعار
- ⛔ صعوبة منافسة المنتجات القادمة من أميركا اللاتينية
🍷 النبيذ الإسباني: شريك أقل شهرة، لكنه معرض للخطر
رغم أن النبيذ الفرنسي والإيطالي يهيمنان على السوق الأميركية، فإن النبيذ الإسباني يشهد نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة بفضل الجودة والسعر التنافسي.
الرسوم الجمركية الأميركية تهدد:
- 🏷️ فقدان ميزة السعر أمام المنافسين
- 📉 تراجع الحصة السوقية لنبيذ “ريوخا” و”ريبيرا ديل دويرو”
- 🛑 إغلاق بعض مصانع التصدير الصغيرة والمتوسطة
🇪🇸 موقف الحكومة الإسبانية: رفض وتصعيد دبلوماسي
ردًّا على نوايا ترامب التجارية، عبّر وزير التجارة الإسباني عن “رفض مدريد التام لأي سياسات جمركية تضر بالمنتجات الزراعية الأوروبية”. وأكدت الحكومة أنها ستعمل من خلال الاتحاد الأوروبي لمواجهة هذا التهديد الاقتصادي.
وتدرس الحكومة الإسبانية حاليًا:
- 🤝 رفع دعوى لدى منظمة التجارة العالمية
- 📑 مطالبة بروكسل بدعم مباشر للمزارعين المتضررين
- 📣 إطلاق حملة ترويجية في أميركا الشمالية للتوعية بجودة المنتجات الإسبانية
📊 التأثير على الاقتصاد الإسباني الكلي
وفقًا لتقديرات “معهد الاقتصاد الزراعي الإسباني”، فإن فرض رسوم جمركية واسعة النطاق قد يؤدي إلى:
- 📉 خسارة أكثر من 1.8 مليار يورو من عائدات التصدير الزراعي
- 📈 زيادة البطالة في الأقاليم الزراعية بنسبة تصل إلى 7%
- 📉 تباطؤ في نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3–0.5%
🌍 التأثير الأوروبي: إسبانيا ليست وحدها
رغم أن إسبانيا تتضرر بشكل خاص في الجانب الزراعي، فإن هذه الرسوم ستطال دولًا أوروبية عديدة في قطاعات مختلفة. لكن الضرر في إسبانيا سيكون محسوسًا على المستوى الشعبي أكثر، لأن المزارعين الصغار هم أول المتأثرين، ما قد يُشعل احتجاجات ويدفع النقابات الزراعية للتصعيد.
📉 خيارات الشركات الإسبانية: التكيف أم الانسحاب؟
تسعى الشركات الإسبانية المصدّرة إلى:
- 🚢 التوجه إلى أسواق بديلة في آسيا وأميركا الجنوبية
- 📦 تقليل الاعتماد على السوق الأميركية وتوسيع مبيعات التجارة الإلكترونية داخل أوروبا
- 🏷️ تقديم منتجات جديدة بعبوات أصغر وأسعار أقل لمواجهة الرسوم
🔚 الخلاصة
تمثل رسوم ترامب الجمركية تهديدًا حقيقيًا لاقتصاد إسبانيا الزراعي، خاصة في الأندلس وشرق البلاد، حيث يعتمد الملايين على الزراعة كمصدر أساسي للدخل. ويُظهر هذا التهديد كيف يمكن لقرار سياسي واحد أن يُحدث زلزالًا اقتصاديًا في الجانب الآخر من الأطلسي.
📍 في المقال القادم: كيف ستتأثر إيطاليا بصادرات الجبن والمركبات الفاخرة؟